الاستثمار الرياضي في السعودية- فرص واعدة ونمو متسارع نحو 2030

المؤلف: الاقتصادية09.25.2025
الاستثمار الرياضي في السعودية- فرص واعدة ونمو متسارع نحو 2030

شهدت القيمة السوقية للقطاع الرياضي في المملكة العربية السعودية قفزة نوعية، حيث ارتفعت من 5 مليارات ريال في عام 2018 إلى 32 مليار ريال في الوقت الراهن، وتتطلع المملكة إلى بلوغ سقف الـ 80 مليار ريال بحلول عام 2030، وفقًا لما أعلنته وزارة الاستثمار خلال فعاليات منتدى الاستثمار الرياضي (SIF). هذا المنتدى، الذي يحظى برعاية مشتركة من وزارتي الرياضة والاستثمار، انطلق في مدينة الرياض ويستمر على مدار ثلاثة أيام حافلة.

يتميز المنتدى في نسخته الأولى بالكشف عن 88 فرصة استثمارية واعدة، من بينها 20 فرصة ذات أولوية قصوى تقدر قيمتها الإجمالية بأكثر من 20 مليار ريال. يهدف المنتدى بشكل أساسي إلى استكشاف آفاق جديدة للاستثمار الرياضي في ربوع المملكة، وذلك من خلال تدارس أفضل السبل لتطوير القطاع الرياضي، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص فيه، عن طريق إرساء شراكات متينة وجذب استثمارات ضخمة، وتحقيق تنمية مستدامة تساهم في بناء اقتصاد وطني قوي ومزدهر.

سيشهد هذا الحدث الهام توقيع اتفاقيات استراتيجية، وإطلاق مبادرات رائدة تخدم القطاع الرياضي في المملكة بشكل مباشر، بالإضافة إلى إقامة جلسات حوارية رفيعة المستوى يشارك فيها نخبة من المسؤولين في القطاعين الرياضي والاستثماري على الصعيدين المحلي والدولي.

سيتطرق المنتدى إلى مجموعة واسعة من المحاور الرئيسية، من أبرزها: العلاقة الوثيقة بين الاستثمار والرياضة، وجلسات متخصصة حول المشاريع الرياضية الطموحة والبنية التحتية المتطورة، والتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في مجال الرياضة، والفعاليات الرياضية المتنوعة، والرياضة النسائية، وذلك بحضور مكثف لممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية.

وفي هذا الصدد، صرح نائب وزير الرياضة، بدر القاضي، قائلًا: "مما لا شك فيه أن الاستثمار في القطاع الرياضي يحقق مكاسب اجتماعية واقتصادية جمة للوطن، ويُعد بمثابة حجر الزاوية في دعم تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 الطموحة. فاليوم، تتبوأ المملكة مكانة مرموقة على الخارطة الرياضية الدولية، وتستضيف فعاليات رياضية عالمية كبرى، وعلى رأسها كأس العالم 2034. وإن الاستعداد لهذه الاستحقاقات الكبرى يبدأ من الآن، من خلال الاستثمار الأمثل في البنية التحتية الرياضية المتطورة، وتنظيم الفعاليات المتميزة، وإقامة بطولات متنوعة تستقطب مختلف شرائح المجتمع."

وأضاف قائلًا: "نسعى جاهدين لتهيئة المناخ الجاذب للمستثمرين لإطلاق مشاريع وبطولات رياضية مبتكرة، مع التأكيد على الدور المحوري للقطاع الخاص كعامل أساسي في استدامة وتنمية هذا القطاع الحيوي. وتتضمن الاستراتيجية الوطنية للرياضة أهدافًا طموحة تشمل تعزيز المشاركة المجتمعية الواسعة، واكتشاف المواهب الرياضية الواعدة، وتحقيق إنجازات رياضية عالمية مشرفة. ونحن نمضي قدمًا بخطى واثقة نحو تحقيق هذه الأهداف النبيلة، بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة والتكامل الفعال بين جميع الجهات المعنية."

وأشار نائب الوزير إلى أن "استضافة الأحداث الرياضية الكبرى تعد من الركائز الأساسية لتحقيق هذه الغايات، لما لها من تأثير مباشر في تحفيز النمو الاقتصادي، وتوفير فرص عمل جديدة، وزيادة مساهمة الرياضة في الناتج المحلي الإجمالي. لقد نجحنا في تجاوز عدد من مستهدفاتنا الطموحة قبل المواعيد المقررة، ومن أبرزها تجاوز نسبة المشاركة المجتمعية حاجز الـ 48%."

كما أفاد بأن الفعاليات الرياضية تمثل عامل جذب قوي للسياح من داخل المملكة وخارجها، حيث شهدنا إقبالاً هائلاً على فعاليات رياضية عالمية المستوى مثل سباقات الفورمولا 1 المثيرة، وبطولات التنس المرموقة، ومنافسات الملاكمة الحماسية، وغيرها. وتأكيدًا على الدور المحوري للرياضة في تحقيق التنمية الشاملة، تجمعنا شراكات فاعلة مع وزارتي التعليم والصحة، بهدف اكتشاف المواهب الرياضية في سن مبكرة، وتعزيز الوعي الصحي في المجتمع. والحمد لله، نشهد انخفاضًا ملحوظًا في معدلات السمنة، مدفوعًا بالزيادة الكبيرة في نسب ممارسة الرياضة، وتكامل جهود كافة القطاعات في تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة."

جدير بالذكر أن المنتدى يتضمن أكثر من 50 ورشة عمل متخصصة يشارك فيها ما يزيد عن 120 متحدثًا بارزًا من مختلف دول العالم، وتغطي هذه الورش مساحة واسعة من المحاور الهامة المتعلقة بالاستثمار الرياضي في مجالات عديدة، تشمل المشاريع الرياضية الاستراتيجية، وحماية الملكية الفكرية، وتطبيقات تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، بالإضافة إلى استعراض عدد من الابتكارات الجديدة، وملفات بارزة حول الإعلام الرياضي والرياضة الإلكترونية، وغيرها من الملفات الهامة.

وعلى هامش فعاليات المنتدى، يقام معرض مصاحب بمشاركة فاعلة من وزارتي الرياضة والاستثمار، بالإضافة إلى وجود العديد من الأجنحة التعريفية لمؤسسات حكومية رائدة، واتحادات وأندية رياضية مرموقة، وشركات من القطاع الخاص، وعدد من الأجنحة المخصصة لمشاريع ناشئة يقودها رواد الأعمال الطموحون.

إن تنظيم هذا المنتدى يعكس المكانة المتميزة التي تتبوأها المملكة كمركز رياضي دولي رائد، وقدرتها الفائقة على استضافة أبرز المناسبات والمحافل في مختلف المجالات، بما في ذلك المجالين الرياضي والاستثماري، كما يؤكد دورها المحوري في تعزيز صناعة الرياضة، والإسهام الفعال في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وإحداث الأثر الإيجابي في بيئة الأعمال، وذلك تماشيًا مع الرؤى والمستهدفات الوطنية الطموحة.

 

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة